شريط المقالات

"حفل يوم المخطوط العربي 2025م" في مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية


"حفل يوم المخطوط العربي 2025م" في مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية

"حفل يوم المخطوط العربي 2025م" في مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية

احتضن مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية -لأول مرةٍ في تاريخ المملكة والخليج العربي- احتفالية يوم المخطوط العربي ٢٠٢٥م، بالشراكة مع معهد المخطوطات العربية التابع للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم.

وقد شرَّفني المعهد بتكريمٍ خاص، بمنحي درعه التذكاري في هذه المناسبة التي أعتزُّ بها عميق الاعتزاز.

"حفل يوم المخطوط العربي 2025م" في مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية

وكان من دواعي الشرف أن كُلِّفت من سمو أمين المركز، بتقديم كلمة المركز في هذه الاحتفالية، وذلك بحضور صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل، رئيس مجلس إدارة المركز، ومعالي الأستاذ الدكتور محمد ولد أعمر، المدير العام لمنظمة الألكسو، وجمعٍ من أصحاب السمو والمعالي والسعادة من ممثلي الدول والمنظمات.

في الكلمة الافتتاحية، عرضتُ لمسار المخطوط العربي الذي تنقَّل لأكثر من ألف عامٍ بين المشرق والمغرب، حتى استقرَّ من حالفه الحظ في مركز الملك فيصل؛ ليُحفظ ضمن نحو ثلاثين ألف عنوانٍ مخطوطٍ، جُمعت خلال أكثر من أربعة عقود.

"حفل يوم المخطوط العربي 2025م" في مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية

قلتُ يومها -ما أعتقده حقًا-:

"فَطوبى لَنا إِحْياؤنا هذا اليَوْمِ، وَطوبى لِآلِ الفَيْصَلِ إِحْياؤهم المَخْطوطَ كُلَّ يَوْمٍ!".

إذ لم تُعرف في العالم العربي أسرةٌ جمعت هذا القدر من المخطوطات ووهبتهُ لله تعالى وقفًا للباحثين، إلا آل الفيصل، فكان لهم في حفظ التراث والذاكرة العربية أسهمٌ، وفي إنعاشها يومًا بعد يوم أثرٌ.

ولعل في كلمة الأمير تركي الفيصل ما يُصدِّق هذا المعنى، إذ استعاد -في لمسة وفاءٍ تاريخية- موقف والده جلالة الملك فيصل -رحمه الله- حين استقبل وفد معهد المخطوطات العربية في رحلتهم الثانية لتصوير المخطوطات بالمملكة عام ١٣٩٣هـ (١٩٧٣م)، بعد رحلةٍ أولى سبقتها في عهد الملك سعود -رحمه الله-. وقد زار الوفد خلالها اثنتين وعشرين مكتبةً سعودية لتصوير منتخباتها، في واحدةٍ من أقدم الجهود العربية المشتركة لحفظ هذا التراث وصَونه في الخليج.

أما أعظم منجزات هذه الاحتفالية -في نظري- فهو التكريم المستحق لسعادة أستاذنا الجليل، الأستاذ الدكتور يحيى محمود بن جنيد، باختياره شخصية العام للبحث التراثي، تكريمًا لمسيرةٍ علميةٍ امتدت لأكثر من نصف قرنٍ في خدمة المخطوط العربي.

قدَّم خلالها أكثر من ٣٥ كتابًا وبحثًا علميًا في علوم المخطوط، وتولَّى رئاسة عددٍ من المكتبات والمراكز البحثية التي اضطلعت بدورٍ محوريٍ في حِفظ المخطوط العربي في المملكة.

"حفل يوم المخطوط العربي 2025م" في مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية

وهو -بحق- رائد علم المخطوطات في المملكة العربية السعودية، ومن أوائل من وضعوا لهذا العلم أصوله المنهجية، ومكَّنوا له مؤسسيًا وعلميًا.

ولعلي أزفُّ لمحبيه من المهتمين بالتراث بشرى جمع جمهرة أبحاثه ومقالاته في المخطوطات في مجلدين يزيدان على ٨٠٠ صفحة، ستصدر قريبًا بإذن الله تعالى.

ختامًا، لا يسعني إلا أن أسجِّل كلمة وفاءٍ مستحقَّة لصاحبة السمو الملكي الأميرة مها بنت محمد الفيصل، الأمين العام لمركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، التي اضطلعت بتحمُّل مسؤوليتنا الأخلاقية تجاه التراث العربي، فبادرت باستضافة يوم المخطوط العربي في المركز دون إعدادٍ مسبقٍ ولا ترتيبٍ مجدول، وإنما بدافعٍ خالصٍ من غيرتها على المخطوط العربي.

في موقفٍ فريدٍ لم تسبقها إليه أي جهةٍ مماثلة في الخليج العربي طِوال ثلاثة عشر عامًا من عمر هذه المناسبة.

فالشكر لها، مني ومن كل مشتغلٍ بالمخطوط، ومن كل ورقةٍ مسَّها الغبار، ومن كل يدٍ سوَّدت فأضاءت دروب التراث العربي.

شكرًا لها على هذا التقدير ولفريق المركز والمعهد كافة، الذي سيظل علامة فارقة في سجل خدمة المخطوط العربي في المملكة والوطن العربي أجمع من الخليج إلى المحيط.

"حفل يوم المخطوط العربي 2025م" في مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية
الأقسام
author-img
د. عبدالرحمن خالد الخنيفر

إستكشاف المزيد

أنت تشاهد أحدث مقال

تعليقات

      ليست هناك تعليقات
      إرسال تعليق

        نموذج الاتصال