يسعدني أن أشارككم نشر مقالتي العلمية الجديدة ضمن ملف "شخصيات تراثية" في عدد مارس 2025م من مجلة ثقافة المخطوط العربي (العدد 6، رمضان 1446هـ)، الصادرة عن "معهد المخطوطات العربية" بالقاهرة، تحت عنوان:
“الروّاد المجهولون: هل ساهم طلاب الكلية المارونية في نشر الفلسفة العربية؟”
في هذا البحث، حاولت إعادة النظر في أدوار غير مألوفة في تاريخ الفلسفة العربية، من خلال تتبع مساهمات طلاب الكلية المارونية في روما خلال القرنين السادس عشر والسابع عشر، والذين تلقّوا تعليمهم الديني في روما، ثم شاركوا في ترجمة وطباعة كتب عربية مخطوطة، بعضها فلسفي الطابع، دون أن يُنسب إليهم ذلك في سرديات التاريخين العربي والغربي المعرفية.
اعتمدت في المقالة على تتبع الطبعات الأولى النادرة من كتب عربية نُشرت في مطابع أوروبية (روما، باريس)، وكان من اللافت أن أسماء الطلبة المارونيين لم تظهر في الكتب كمصححين، ما استدعى الاستناد إلى سيرهم الذاتية ووثائقهم المحفوظة في الأرشيفات الفاتيكانية.
تساؤلي في هذا السياق لم يكن إثبات الدور فقط، بل اقتراح زاوية جديدة لقراءة العلاقة بين المراكز المسيحية العربية والنهضة الطباعية والفلسفية في أوروبا. فهل يمكن القول إن الكلية المارونية كانت “جسرًا غير معلن” بين النص العربي المخطوط والفكر الأوروبي الحديث؟ وهل كان لهؤلاء الرواد المجهولين إسهام في تقديم الفلسفة العربية؟
لا يزال الأمر تحت الدراسة، ولم يدَّعِ المارونيون ما ادَّعيه لهم، وعندي أن بابًا قد فتح للباحثين للتنقيب والاستكمال.
أشكر أسرة تحرير مجلة ثقافة المخطوط العربي، وعلى رأسهم الأستاذ الدكتور علي عبد الله النعيم والأستاذ أحمد حسّان، على هذا الفضاء الذي يتيح لنا إعادة التفكير في ما أهمله التأريخ، وفتح ملفات جديدة في دراسات التلقي والتحقيق في النصوص الفلسفية العربية.
أسعد بمطالعتكم الكريمة، ونقدكم البنَّاء.
تعليقات
إرسال تعليق