كانت قرطبة، في عصور ازدهارها، أكثر من مدينة؛ كانت روحًا حضارية تنبض بالعقل، ومنارةً للفكر الفلسفي في الأندلس العربية، منها خرج ابن مسرّة الجبلي، وفي أروقتها نشأ ابن رشد، ومرّ بها فكر ابن باجّة وابن السيد وابن طفيل، حتى بدت وكأنها الممر الطبيعي لفلاسفة الأندلس، ومحطة إقامة لفكرٍ ظلّ حيًّا بين المشرق والمغرب. واليوم، تعود قرطبة لتستعيد شيئًا من هذا التاريخ الحافل، وهي تستضيف في فبراير 2026م المؤتمر الدولي الخامس لمنصة PLURIEL، تحت عنوان: “الأخلاقية والجمالية في التراث الإسلامي” موضوع نادر التناول، عميق الأثر، يستنطق العلاقة بين القيم الأخلاقية والتجليات الجمالية في الفكر الإسلامي. كيف نظر الفلاسفة والأدباء للفضيلة كقيمة جمالية، وللجمال كقيمة أخلاقية؟! في هذا الإطار، أقدّم مقترح ورقة بحثية بعنوان: "الفَضِيْلَةُ بِوَصْفِهَا جَمَالًا: قراءة في تداخُل الجمال والأخلاق في فلسفة الفارابي" تتناول الورقة -بإذن الله- قراءةً لنصوص الفارابي بوصفه واضعَ أسس المدينة الفاضلة في التجربة العربية، والذي رأى في الفضيلة جمالًا متحققًا، فالفضيلة عنده تُحبّ، وتُستشعر، وتُمارَس بانسجام بين العقل والذوق. والمدينة، كما يتخيلها، ليست فقط عادلة… بل جميلة في تراتبها، موزونة في قواها، متناغمة في غاياتها. هذا المؤتمر، في حقيقته، ليس فقط ملتقى أكاديميًا، بل هو نداء لإحياء جذور حضارية ترى في الجمال والأخلاق نظامًا كونيًا، لا ينفصل فيه المعقول عن المحسوس، ولا العقل عن الذوق، وهو موضوع وضع أسسه أفلاطون في محاوراته: فيدون، والمأدبة، والجمهورية، وفيدروس، وأرسطو في كتبه: فن الشعر، والخطابة، والنفس، وغيرها. قرطبة تستعيد ماضيها الفلسفي، لا لتسكن الحنين، بل لتوقظ جدلية السؤال بين الجمال والأخلاق في التراث العربي، وتستأنف معناه من جديد. للمهتمين، يمكن الاطلاع على دعوة المشاركة عبر الرابط:
واليوم، تعود قرطبة لتستعيد شيئًا من هذا التاريخ الحافل، وهي تستضيف في فبراير 2026م المؤتمر الدولي الخامس لمنصة PLURIEL، تحت عنوان:
“الأخلاقية والجمالية في التراث الإسلامي”
موضوع نادر التناول، عميق الأثر، يستنطق العلاقة بين القيم الأخلاقية والتجليات الجمالية في الفكر الإسلامي. كيف نظر الفلاسفة والأدباء للفضيلة كقيمة جمالية، وللجمال كقيمة أخلاقية؟!
في هذا الإطار، أقدّم مقترح ورقة بحثية بعنوان:
"الفَضِيْلَةُ بِوَصْفِهَا جَمَالًا: قراءة في تداخُل الجمال والأخلاق في فلسفة الفارابي"
تتناول الورقة -بإذن الله- قراءةً لنصوص الفارابي بوصفه واضعَ أسس المدينة الفاضلة في التجربة العربية، والذي رأى في الفضيلة جمالًا متحققًا، فالفضيلة عنده تُحبّ، وتُستشعر، وتُمارَس بانسجام بين العقل والذوق.
والمدينة، كما يتخيلها، ليست فقط عادلة… بل جميلة في تراتبها، موزونة في قواها، متناغمة في غاياتها.
هذا المؤتمر، في حقيقته، ليس فقط ملتقى أكاديميًا، بل هو نداء لإحياء جذور حضارية ترى في الجمال والأخلاق نظامًا كونيًا، لا ينفصل فيه المعقول عن المحسوس، ولا العقل عن الذوق، وهو موضوع وضع أسسه أفلاطون في محاوراته: فيدون، والمأدبة، والجمهورية، وفيدروس، وأرسطو في كتبه: فن الشعر، والخطابة، والنفس، وغيرها.
قرطبة تستعيد ماضيها الفلسفي، لا لتسكن الحنين، بل لتوقظ جدلية السؤال بين الجمال والأخلاق في التراث العربي، وتستأنف معناه من جديد.
للمهتمين، يمكن الاطلاع على دعوة المشاركة عبر الرابط: