هل يمكن التداوي بالفلسفة؟ وهل ستزور عيادة الفيلسوف مستقبلًا لأخذ "وصفة علاجية" فكرية أو سلوكية ؟!
تعود فكرة عنوان الحلقة لأصول يونانية في الفلسفات الرواقية والإبيقورية والقورنيائية، وخصوصًا الرواقية التي سادت في العصر الروماني، وبعثت في عصر النهضة الأوروبية.
تجدد حضورها مؤخرًا مع "فلاسفة فن العيش" نتيجة الحوارات الفلسفية الفرنسية النقدية للأيدولوجيات الحداثية الكبرى (الماركسية والليبرالية)، وتستلهم الكثير من فلسفة ما بعد الحداثة (فوكو ودولوز).
تتميز هذه الأطروحات بنظرتها المنفتحة على الأفكار، والمتحررة من قيود الغيرية والجماعية. فهدفها إسعاد الفرد بإعطاء وصفات فلسفية للعيش بسلام وراحة نفسية.
كتب عنها لوك فيري في "مفارقات السعادة" و "معنى الحياة"، وسعيد ناشيد في "التداوي بالفلسفة" و "الطمأنينة الفلسفية".
في تقديري الشخصي أنَّ الفلسفة صالحة للعلاج من جوانب كثيرة، أخصَّها القضايا الأخلاقية والفكرية.
وهي ليست علاجًا بقدر كونها "استشارات فلسفية" لقضايا مُلّحة عند السائل، ولهذه القضايا أصلها وسلفها في "التقليد الفلسفي" اليوناني والعربي، بتعاطي الأجر على التعليم أو التأليف أو الترجمة، ونصوص القرن الرابع الهجري تغص بشواهد كثيرة، من قبيل أن فلانًا اصابه "اغتمام" حتى فُتِح عليه برأي أستاذه !
عن نفسي، ألتذُ بما كتبه أرسطو في كتابه "الأخلاق إلى نيقوماخوس"، وحين تنزع نفسي للرواقية، أطالعُ كتاب "عزاء الفلسفة" لبوثيوس، و"التأملات" لماركوس أوريليوس.