معرض_المخطوطات_السعودي
لطالما كان تقريب التراث المخطوط لعموم المستفيدين قضية جدلية بين المتخصصين والمقتنين وبين مديري القطاعات الثقافية، فالمتخصصون ضنينون بها والإداريون يرغبون بإتاحتها لعموم المهتمين.
هناك أمر آخر، وهو مساهمة الجهات المانحة لتراثهم المخطوط جنبًا لجنب، فالمخطوطات المكية بجوار المخطوطات المدنية يقابلها المخطوطات النجدية وكلها تمثل خارطة الجغرافيا السعودية، يضاف إليها الحيز الزمني الفاصل بين المخطوطات؛ والذي يقدر بقرون. هذه التجربة ستثير دهشة الزائر غير المنتمي للحقل التراثي، وتفتح له آفاق السؤال والبحث.
الكم قد يكون غير مرغوب به في التقاليد المتحفية، لكن في المعارض المفتوحة سيكون مطلبًا نسبياً لتحقيق سلاسة العرض واتساعه، وتحقيق منجز يصعب تجاوزه في الفترة القادمة.
أتمنى استدامة هذه التجربة سنويًا أو كل عامين على أبعد تقدير، وتخصيص موضوعات محددة لكل معرض أو نطاق إقليمي أو زمني بعد ما حقق المعرض الأول نجاحه بالتعريف بالمخطوط السعودي، يضاف لذلك تعميق البرنامج الثقافي من جهة، واستمرار تكثيف الورش العملية، ومساحات لقصص الأطفال لتقريب التراث المخطوط منهم.
هناك أفكار كثيرة، أجزم بإمكانية تطبيقها مع استمرارية التجربة ووجود الرغبة الصادقة في تقريب تراثنا المخطوط للمستفدين، وهو ما تحقق اليوم في معرض المخطوطات السعودي، فالشكر مجددًا للوزارة ولهيئة المكتبات.

تعليقات
إرسال تعليق