شريط المقالات

اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم وصناعة الفارق عربيًا ودوليًا


اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم وصناعة الفارق عربيًا ودوليًا

"قراءة على هامش مؤتمر مستقبل المنظمات"


الوسومات (هاشتاغ)

قبل ثلاثة عقود من الزمن ورد في تقرير "منظمة الألكسو" عن الحالة الثقافية بالمملكة العربية السعودية ما نصه:" البيانات التي أمكن الحصول عليها جزئية وينقصها التنسيق .. ولم ترد أية معلومات محددة حول الهيكل الإداري للعمل الثقافي".

واليوم تستضيف اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم بوزارة الثقافة أكبر مؤتمر في تاريخها منذ نحو ستين عامًا، بل في تاريخ اللجان الوطنية العربية، إذ تستضيف أكثر من (١٠٠) منظمة دولية في #مؤتمر_مستقبل_منظمات_التربية_والثقافة_والعلوم بعاصمة الثقافة العربية (الرياض).

فما الذي أحدثه انتقال اللجنة الوطنية إلى وزارة الثقافة من فارق حيوي، مكَّنها من وضع الثقافة السعودية على طاولة النقاشات الجادة بالمنظمات الإقليمية والدولية؟

مبدئيًا؛ لايمكن فصل استحقاق النجاح الثقافي بالمملكة عن رؤية السعودية (٢٠٣٠) والتي انطلقت في أبريل ٢٠١٦م، ولا عن إنشاء وزارة الثقافة في يونيو ٢٠١٨م. بعد عام ونصف انتقلت اللجنة الوطنية إلى وزارة الثقافة مطلع عام ٢٠٢٠م. نتحدث إذن عن نحو ثلاثة أعوام فاصلة بين الانتقال وإقامة المؤتمر؛ تخللتها فترة جائحة ڤيروس كورونا.

في تقديري الشخصي، أن تمكين الكفاءات الإدارية ذات الرؤية والخبرة والشغف أمكن من اختصار عقود من العمل الثقافي الدولي، ففي يناير ٢٠٢٠م تم تعيين الأميرة هيفاء بنت عبد العزيز آل مقرن مندوبة دائمة للسعودية في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو"، وفي يوليو من ذات العام تم ترشيح الأستاذ هاني بن مقبل المقبل، ممثلًا للمملكة العربية السعودية في عضوية المجلس التنفيذي للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "ألكسو"، وفي أبريل ٢٠٢٢م تم تعيين الأستاذ أحمد بن عبدالعزيز البليهد أمينًا عامًا للجنة الوطنية السعودية للتربية والثقافة والعلوم.

عملت هذه الكفاءات وفرقهم بتمكين من سمو وزير الثقافة، وبمتابعة وتنسيق مع سعادة المشرف العام على الشؤون الثقافية والعلاقات الدولية بالوزارة (حينها)، لاستجلاب أكبر المكاسب الثقافية للمملكة في كافة المحافل الإقليمية والدولية ذات الصلة، وأصبحت السعودية حاضرة بل مساهمة وفاعلة في معظم المنظمات الدولية.

تميز السيد المقبل برشاقته الدبلوماسية في إدارته للمجلس التنفيذي للمنظمة العربية "ألكسو" وقدرته على إحداث توافق عربي في القرارات والترشيحات، مع نقل جملة كبيرة من الفعاليات الثقافية العربية للمملكة في فترة وجيزة، دون إحداث شرخ أو امتعاض لممثلي الدول الأعضاء. وهذه شهادة تلمستها من أروقة المنظمة.

أمّا السيد البليهد، فأحسب أن طموحه أجهد العاملين معه، وأنهك قواهم. عمل البليهد مستشارًا بوزارة الخارجية بمرتبة "وزير مفوض" وخَبَر العمل الدولي نحو عقدين. والعارف به يتلمس حسه الوطني العالي لحرق المراحل لتفعيل دور المملكة في المنظمات الإقليمية والدولية، مع حس دبلوماسي رفيع لمسؤول كبير سابق بالخارجية السعودية. وهو الذي يقف وفريقه خلف تنسيق المؤتمر منذ عدة شهور.

أمّا سمو الأميرة، فتطل علينا دومًا بالأخبار السارة لتسجيل التراث الثقافي (غير المادي) باليونسكو، وغيرها من الاستحقاقات الثقافية للمملكة، وأترك الإسهاب في الحديث عنها للقريبين من سموها.

تلك إذن مختصر القصة، وملخص الحديث عن انبعاث إحدى مؤسساتنا الثقافية الوطنية بعد استراحة دامت عقودًا.



الأقسام
author-img
د. عبدالرحمن خالد الخنيفر

إستكشاف المزيد

تعليقات

      ليست هناك تعليقات
      إرسال تعليق

        نموذج الاتصال