شريط المقالات

أول ديوان شعر عربي يطبع لسيدة سورية في بيروت قبل (١٣٠) عام


أول ديوان شعر عربي يطبع لسيدة سورية في بيروت قبل (١٣٠) عامًا


الوسومات (هاشتاغ)

تنحدر مريانا فتح الله مرَّاش [١٨٤٨-١٩١٩] من أسرة حلبية برجوازية مستنيرة، فأخوها "فرنسيس" مفكر ذو ميول لبرالية كتب عن الحرية والأخلاق الفاضلة والإصلاح الاجتماعية منذ عام ١٨٦٥م، ورحلته إلى فرنسا من الرحلات الماتعة. وأخوها عبدالله صاحب المقالة الشهيرة "في التربية".

تطلّع والد مريانا لتدريس ابنته في زمن كان تدريس البنات ضربًا من الهذيان والجنون، تغلّب فتح الله على ميوله المذهبية فألحق مريانا في مدرسة "مارونية" بينما كان ينحدر من بيت شديد العراقة في "الطَّقْس البيزنطي المَلْكَاني"، وبينهما بون مذهبي واسع يصل لحد الاقتتال.

ترقّت مريانا في مدارك التعليم حتى أتقنت الفرنسية والإنجليزية، إلى جانب العربية واللاتينية. وحازت علوم عصرها؛ خصوصًا في الرياضيات. ومارست هوايتها بالعزف على آلة البيانو والقانون في صالونها المنزلي الذي صار من أشهر الصوالين الأدبية، ونسجت حوله الشائعات من "المحافظين" ممّا لايتفق مع مسلكها الأخلاقي ومحتدها الاجتماعي.

بعد نشرها عدة مقالات في مجلة "الجِنان" البيروتية، لملمت شعث قصائدها المنتثرة وعزمت على إصدار أول ديوان شعري عربي نسائي لتحاز قصب السبق. وبالفعل أصدرت مريانا في بيروت عام ١٨٩٣م ديوانها تحت عنوان "بِنْتُ فِكر" في (٣١) صفحة فقط.

بعبارات رقيقة كتبت مريانا معللة تسميتها: "سادتي إنني دعوتها بهذا الاسم لأنها نتيجة أفكار بديهية صادرة عن قريحة غريزية. "بِنْت فِكر" قد خرجت من الخِباء وعلى وجهها برقع الحياء، تمشي الهوينا تحت ظل أهل الأدب فلا حرج عليها ولاعتب، تلتمس من مطالعيها أن يغضوا الطرف عن قصور معانيها لأنها فتاة".

وأغلب قصائدها قصائد مدح وثناء في رجالات عصرها، ومن جيد شعرها قولها:
ذو العقل يسمو بالحجى ويسودُ
وبحسن رأيٍ يمدح الصنديدُ
إنَّ الفتى المقدام من يوم الوغى
خاض المعامل والعداة شهود
والندبُ من نالَ الفِخار وزانهُ
بالجد آباءٌ له وجدود

بعد سبعين عامًا وفي بيروت كذلك، تصدر ابنة الجزيرة العربية "ثريا قابل" أول ديوان شعري نسائي لسيدة سعودية تحت عنوان "الأوزان الباكية" عام ١٩٦٣م. وتلك قصة أخرى.

الوسومات (هاشتاغ)الوسومات (هاشتاغ)

الأقسام
author-img
د. عبدالرحمن خالد الخنيفر

إستكشاف المزيد

تعليقات

      ليست هناك تعليقات
      إرسال تعليق

        نموذج الاتصال