تقرير عن أول مؤتمر عربي عُقِد لتدريس الفلسفة عام ١٩٤٨م
غُيّبت الفلسفة عن التدريس الممنهج في المشرق العربي نهاية القرن الخامس الهجري تقريبًا.
قبلها كانت كتب التراجم الفلسفية والطبية، تُحدِّثنا عمن خرج من الأندلس طلبًا للعلوم الفلسفية في المشرق كمسلمة المجريطي (=المدريدي) الذي نقل معارف إخوان الصفا، وعمر بن يونس الذي ارتحل لدراسة كتب جالينوس على يد ثابت بن سنان بن قُرّة في حدود عام ٣٥٠هـ.
اقتصر تدريس الفلسفة بعد ذلك على متون المنطق المُحدَثة، وغابت موضوعات الأخلاق والمعرفة والسياسة عن الدرس الفلسفي، حيث عكف الطلاب على دراسة "متن إيساغوجي" لأثير الدين المفضل الأبهري السمرقندي. وهو متن يختلف عن كتاب المنطق الذي وضعه الفيلسوف السوري فَرفوريوس الصُّوري قبل الإسلام بنحو ثلاثة قرون.
بدأت أولى بوادر الاستنارة الفلسفية العربية مع ترجمة كتب الفلسفة نهاية القرن التاسع عشر بالقاهرة وبيروت، مع عقد حِلق لتدريسها بشكل خاص.
ومع تأسيس الجامعة المصرية عام ١٩٠٨، تم إقرار تدريس مواد الفلسفة في كلية الآداب، واستجلب لها أساطين الأساتذة المختصين من إيطاليا وإسبانيا وفرنسا وإنجلترا. وفي مطلع الثلاثينات تم افتتاح أول قسم للفلسفة بكلية الآداب في العالم العربي، وتخرج في أول دفعة (٦) طلاب فقط، كما تم إقرار تدريس مقررات الفلسفة لطلاب الثانوية مطلع العشرينات.
يأتي هذا المؤتمر، استشعاراً بأهمية تدريس الفلسفة في وزارة المعارف بعد عقود من التجربة، بتنسيق من خريجي قسم الفلسفة بالقاهرة عام ١٩٤٨.
أترككم مع مقتطفات مما جاء في المؤتمر التاريخي.
تعليقات
إرسال تعليق