زيارة جامع الحاكم بأمر الله
(أقدم متحف مفتوح للآثار العربية في التاريخ المعاصر)
يعد جامع الحاكم بأمر الله (الجامع الأنور) من المساجد الألفية بمدينة القاهرة، حيث مضى على بنائه ألف عام في رمضان ١٤٠٣هـ. فهو بذلك ثاني أقدم مسجد فاطمي في القاهرة بعد (الجامع الأزهر) الذي تمّ بناؤه في عام ٣٦١هـ، واحتفلت وزارة الثقافة والآثار ومشيخة الأزهر بألفيته عدة عقود لأنها أقامت المناسبة بالتاريخين الهجري والميلادي.
في عام ١٨٦٩م اقترح المهندس سلسمان على الخديوي إسماعيل إنشاء دار للآثار العربية بغرض "حفظ مابقي من الآثار التي يستدل بها على علو شأن الرقي الصناعي الذي بلغته مصر في أوج المدنية العربية".
لم يتحقق هذا المقترح إلا في عهد ابنه الخديوي توفيق عام ١٨٨٠م، حيث تم تخصيص الإيوان الشرقي من الجامع الأنور كمكان لجمع وعرض كافة الآثار الإسلامية من المساجد والدور والمباني الأثرية، وبالفعل تم جمعها وبلغت حينها (١١١) قطعة نادرة.
ونظرًا لكون هذه التحف عربية الطابع، فقد صدر مرسوم الخديوي عام ١٨٨١م بتشكيل لجنة لحفظ الآثار العربية، وتولت جمعها وإصدارها في كتيب عام ١٨٩٥م.
وظلت التحف العربية في تزايد متسارع حتى بلغت (٣٠٠٠) قطعة في عام ١٩٠٢م، وهو العام الذي انتقلت منه التحف من جامع الحاكم بأمر الله إلى مبنى دار الآثار العربية (متحف الفن الإسلامي حاليًا).
ملاحظتان:
١/ لا نملك -للأسف- أي صور للمتحف وقت تواجده بالجامع الأنور في الفترة (١٨٨٠-١٩٠٢)، ولعل البحث الجاد في الصحف والمجلات الصادرة في ذلك الوقت، سيكشف عن صور متعددة له.
٢/ تتولى مؤسسة الأغاخان ترميم الجامع منذ عدة أعوام، وهي مؤسسة مختصة بالعمارة الإسلامية، وتعطي جوائز سنوية في هذا المجال (ساحة الكندي، قصر طويق). إلا أنّ النقّاد والمختصين بالعمارة الفاطمية يرون في ترميم المؤسسة للجامع طمسًا لقيمته التاريخية، حيث أزالت لونه القديم واستبدلته بلون لا يعبر عن هويته التاريخية، ولم يبقى من آثاره السالمة سوى المأذنتين فقط.
تعليقات
إرسال تعليق